"هوية حية".. ميثاق الحفاظ على الفنون التقليدية في المملكة وتطويرها

-
23 مايو 2022

أن تستمر الفنون التقليدية خالدة رغم مرور الزمن، ذلك يعني تأصّلها في الإرث الثقافي رغم اختلاف أوجه الحياة، وهو ما يجعل تلك الفنون بمثابة "هوية حية" وجزء لا يتجزأ من تكوين الإنسان وانتمائه. ومن هنا اتخذ المعهد الملكي للفنون التقليدية "هوية حية" شعاراً له، وهدفاً أساسياً يحققه من خلال ما يقدمه من برامج تعليمية و تدريبية.

ويتجسد شعار "هوية حية" على أرض الواقع، من خلال تأصيل الفنون السعودية التقليدية، والإحتفاء بمن حافظوا عليها والعمل على إحيائها في روح الشباب، مع الإبقاء على ملامحها المرتبطة بالماضي، والتي لا يمكن فصلها عن الحاضر أيضاً. هذه الهوية الحية التي تستمد وجودها من الأجداد، يتوارثها الأحفاد اليوم ليضيفوا خبراتهم وتجاربهم عليها لتتألق الفنون التقليدية محلياً ودولياً.

التعليم والتدريب

وللحفاظ على هذه الهوية، يهدف المعهد الملكي للفنون التقليدية إلى تزويد المتدربين ببرامج تعليمية ودورات تدريبية، من شأنها أن تُسهِم في الحفاظ على الفنون التقليدية السعودية ونقل الخبرات. ومن ذلك  الدورات القصيرة و التلمذة الذي يشمل عدة مراحل تتضمن التلمذة والإتقان والاحتراف. بالإضافة إلى خطة اطلاق البرامج الأكاديمية التي ستشمل على الدبلومات والدراسات العليا. وتتنوع مجالات المعهد  ما بين الفنون البصرية و الفنون الأدائية ودراسات التراث الثقافي والمتاحف.

 وتُقدِم حالياُ الدورات في مجملها 24 تخصصاً دقيقاً يفتح الآفاق للفنانين والحِرفيين لاكتشاف الفرص الواعدة في القطاع.

تمكين القدرات

كما يساهم تمكين القدرات الوطنية في مجال الفنون التقليدية السعودية الذي يوفره المعهد، في الحفاظ على تلك الفنون المادية وغير المادية لتصل إلى الأجيال المتعاقبة، في ظل التأكيد على الهوية الوطنية من خلال إثراء الفنون التقليدية والترويج لها، وتزويد الشباب السعودي بالخبرات والمهارات في هذا المجال، ليكونوا امتداداً لأجيال سابقة حافظت على هذا الموروث وطورته، مما جعله شاهداً على تاريخ نجاحات المملكة  الثقافية وصنعت له بصمة عالمية.

ولا يغفل المعهد الملكي للفنون التقليدية، عن تقدير الكنوز الحية للمتميزين وذوي الريادة لإسهاماتهم في مجالات الفنون التقليدية، وتكريمهم، وتوفير المحفزات لمواصلة أعمالهم والتعريف بها. ولا تتكامل "هوية حية" دون التعويل على الإرث الثقافي الغني للمملكة ورفع مستوى الوعي به ونشره وتشجيع الجهود الهادفة إلى الحفاظ عليه ودعمها.

بيئة ثقافية واعدة

يأتي رسم "هوية حية" من خلال تشكيل بيئة ثقافية وطنية واعدة تضمن النمو لمواهب أجيال المستقبل من الشباب السعوديين الموهوبين الطموحين من الفنانين والحرفيين، وتُصدِّر الهوية الإلهام والإبداع والتنوع عبر القصص الملهمة التي يتناقلها الأوفياء على مر السنين ليبدعوا جيلاً بعد جيل. ليكون هذا المعهد منارة معرفية مزدهرة ومظلة للمبدعين، ما يُثري الحياة الثقافية، ويحتفي بالهوية الوطنية السعودية، ويرفع مستويات الوعي بالمشهد الثقافي، ويُعمق التواصل بين الناس، ويسهم في تبادل المعرفة، ويُشبع فضول أفراد المجتمع نحو ثقافتهم وفنونهم التقليدية.

تسخير التقنية

لا يقتصر تسخير التقنية في الفن على استخدام أدوات تكنولوجية حديثة لتسهيل صناعة الفنون وتداولها، بل يتعدى الأمر ذلك ليشمل استخدام الواقع الإفتراضي والذكاء الاصطناعي في تعزيز الإبداع. ويُعد تسخير التقنية اليوم ناجحاً في الحفاظ على الفنون التقليدية، وذلك بهدف مواكبة تطورات الحياة وتسارعها

 

مشاركة